مصرع 6 مهاجرين أفغان جراء غرق زورق في المانش
مصرع 6 مهاجرين أفغان جراء غرق زورق في المانش
لقي 6 مهاجرين أفغان مصرعهم، السبت، إثر غرق زورق يقلّ أكثر من 60 مهاجراً في قناة المانش في محاولة للوصول إلى إنجلترا، وذلك بعد أقل من عامين على واقعة غرق قارب كانت الأكثر حصداً للأرواح في المنطقة.
وقال وزير الدولة الفرنسي لشؤون البحار إيرفيه بيرفيل للصحفيين في مرفأ كاليه إن "غرق هذا الزورق مأساة إنسانية مروعة"، متعهدا بذل المزيد لملاحقة "المهرّبين المجرمين" الذين يرسلون المهاجرين "إلى حتفهم"، وفقا لوكالة فرانس برس.
وكان نائب المدعي العام في بولون سور مير فيليب ساباتييه قد صرح بأن القتلى رجال أفغان يبلغون نحو ثلاثين عاماً.
وأضاف أن الركاب كانوا "جميعهم تقريباً من الأفغان مع بعض السودانيين ومعظمهم من البالغين بالإضافة إلى بعض القصر".
وأكد بيرفيل أن خفر السواحل في فرنسا وبريطانيا أنقذوا 61 شخصا.
وأشارت النيابة العامة إلى أن "شخصين كحد أقصى ما زالا في عداد المفقودين ويتواصل البحث عنهما في البحر"، بواسطة سفينتين ومروحية وطائرة، من الجانب الفرنسي.
ونُقل 7 مصابين بجروح طفيفة من بين الذين أنزلوا في كاليه إلى المستشفى، وأجرت الشرطة تحقيقات مع الآخرين.
وأعلن عن وفاة أول شخص صباحاً بعد إجلائه بمروحية إلى مستشفى كاليه، بحسب مركز الشرطة البحرية في المانش وبحر الشمال.
واهتم زورق نوتردام دو ريسبان التابع للجمعية الوطنية للإنقاذ البحري (SNSM) بالخمسة الآخرين.
زورق مطاطي
وأعربت رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيت بورن على موقع "إكس" (تويتر سابقا) عن تضامنها مع الضحايا، وأشادت "بالتزام فرق الإنقاذ التي تحركت لمساندة البحرية الوطنية".
وأكدت وزيرة الداخلية البريطانية سويلا برافرمان، تضامنها مع "المتضررين من هذه الخسارة المأساوية".
وشاركت سفينتان بريطانيتان في عملية الإنقاذ.
وقالت النيابة إن القارب غرق قبالة سانغات في با دو كاليه "نحو الساعة 02,00" (00,00 بتوقيت غرينيتش) بينما كان البحر هادئاً.. وأبلغت سفينة تجارية عن توقفه "قبل بزوغ الفجر" وعثرت عليه "في الصباح الباكر" سفينة "كورموران" التي تجري دوريات للخدمة العامة، بينما كان يغرق.
وأوضح ساباتييه أنه سيتم الكشف على القارب "وهو على الأرجح قارب مطاطي غير مناسب" لهذه الحمولة من الركاب.
وتوجه رجال الإطفاء والشرطة في وقت مبكر من صباح اليوم إلى ميناء كاليه، حيث وصلت شاحنات الجثث، بعدما رست سفينة كورموران وزورق الجمعية الوطنية للإنقاذ البحري وغادرت حافلة تقل ناجين إلى غرفة استقبال للطوارئ في المحافظة.
محاولات متعددة
وأكد المتحدث باسم جمعية أوتوبيا 56 الفرنسية لمساعدة المهاجرين أن "القمع" يزداد على الحدود لمحاولة الحد من حركة الهجرة ما "يزيد العبور خطراً ويدفع الناس إلى تحمل المزيد من المخاطر للعبور إلى إنجلترا".
وتقدر السلطات وجود ألف مهاجر حاليًا على الساحل الشمالي لفرنسا في انتظار توفر إمكانية محاولة العبور، وفقًا لمصدر مطلع.
وانتقدت رئيسة بلدية كاليه المنتمية إلى اليمين الفرنسي ناتاشا بوشار "فشل" حكومة الرئيس إيمانويل ماكرون في وقف عمليات العبور، وطالبت بإبعاد المهاجرين عن المناطق الساحلية.
وفي إنجلترا، حضّت ناتالي إلفيكي النائبة عن مدينة دوفر، نقطة وصول المهاجرين إلى المملكة المتحدة، السلطات الفرنسية على مزيد من الخطوات لمنع عبور المهاجرين.
ورأت أن "مأساة اليوم تؤكد لماذا يتوجب علينا منع الزوارق الصغيرة للحفاظ على سلامة الناس والحؤول دون إزهاق الأرواح في القناة"، معتبرة أن "أفخاخ الموت المكتظة وغير الموثوقة يجب أن تمنعها السلطات الفرنسية من مغادرة الشواطئ الفرنسية في المقام الأول".
وتضاعفت منذ مساء الأربعاء محاولات عبور المهاجرين على متن قوارب صغيرة من شمال فرنسا، وسط أحوال جوية مواتية.
وسجلت وزارة الداخلية البريطانية وصول 755 شخصاً، الخميس، وهو رقم قياسي يومي منذ بداية العام.
وعبَر أكثر من مئة ألف مهاجر المانش بشكل غير قانوني مستخدمين زوارق صغيرة منذ 2018، استناداً إلى أرقام رسمية بريطانية.
وسجّل عام 2022 أرقاماً غير مسبوقة إذ عبر 45 ألف شخص، على الرغم من مخاطر يتعرضون لها، حيث قضى 27 مهاجرا بسبب غرق زورقهم في نوفمبر 2021 تتراوح أعمارهم بين 7 أعوام و46 عاماً.
وفي 2022، قضى 5 مهاجرين في البحر وفقد أربعة آخرون حين كانوا يحاولون بلوغ السواحل الانجليزية انطلاقا من الساحل الشمالي لفرنسا.
وفي إطار التحقيق القضائي الذي تم فتحه في حادث عام 2021، وجهت لائحة اتهام إلى 11 شخصاً يشتبه في أنهم من المهربين، ويخضع 7 عسكريين آخرين للتحقيق.
وأثارت المأساة التوتر بين باريس ولندن اللتين اتفقتا منذ ذلك الحين على تعزيز مكافحة الهجرة، حيث ضاعفت الحكومة البريطانية حزمها.